• تاريخ

     

    الصّراع العثماني الاسباني

                  ـ أسباب الصّراع

    ـ تميّز القرن السّادس عشر ميلادي بوجود امبراطوريتين عظمتين حول البحر الأبيض المتوسّط هما الامبراطورية العثمانية والامبراطورية الاسبانية وقد تنازعتا وتنافستا من أجل السّيطرة عليه لما يمثله من أهميّة في التّجارة الخارجية ولتحقيق ذلك وجب

    ـ1ـ السّيطرة على البلاد التّونسية نظرا لموقعها الاستراتيجي المطلّ على حوضي البحر الأبيض المتوسّط الشرقي والغربي ونظرا لسهولة السّيطرة عليها إذ أنّ أوضاعها الدّاخلية متأزّمة فسلطانها محمّد بن الحسن الحفصي قد انشغل باللهو وأهمل الملك وفرض ضرائب ثقيلة على السّكان ممّا جعل الكثير من المناطق تنفصل عنه وتعلن استقلالها

    ـ2ـ القضاء على القرصنة لإحلال الأمن بالبحر الأبيض المتوسّط وتسهيل الحركة التّجارية

    map-of-the-mediterranean-sea

    ـ مراحل الصّراع

    ـ1ـ دخل خير الدّين بربروس العاصمة التّونسية باسم السّلطان العثماني سنة 936هجري الموافق لـ 1529ميلادي دون أن يلقى أيّ مقاومة فاستولى على ملكها ودعا له على منابرها ورسم اسمه على العملة أمّا السّلطان الحسن الحفصي فقد هرب 

    ـ2ـ حاول السّلطان الحسن الحفصي سنة 1934ميلادي مع مجموعة من الأعراب استرداد العاصمة والقضاء على خير الدّين بربروس ولكنّه خسر المعركة واستطاع الهرب فالتجأ إلى اسبانيا واستنجد بملكها

    ـ3ـ خاف الامبراطور الاسباني شارل الخامس(شارلكان 1516م ـ 1556م) من توسّع النّفوذ العثماني في المغرب فقاد حملة كبيرة سنة 1935م واستطاع الاستلاء على مدينة تونس فعاث فيها جنوده فسادا فقد دمّرت المدارس والمساجد وانتهكت الحرمات أمّا خير الدّين بربروس فقد استطاع الانسحاب إلى الجبال مع مجموعة من مقاتليه ثمّ هرب إلى الجزائر

    ـ4ـ افتكّ السلطان أحمد بن الحسن الحفصي الحكم من أبيه سنة 1543م واستمرّ على العرش الحفصي حتى داهمه العلج علي الوالي العثماني على الجزائر وسيطر على مدينة تونس فهرب السّلطان أحمد واستنجد بالاسبان الذين اشترطوا عليه مقاسمته الحكم ولكته رفض فعزلوه وولوا أخاه أبا عبد اللّه محمّد سنة 1573م وفي سنة 1574م أصدر السّلطان العثماني سليم الثاني أوامره إلى وزيره سنان باشا بالتوجه إلى تونس وإعادة نفوذ الدّولة العثمانية

    نجح سنان باشا بمعية جنوده والجنود القادمة من الجزائر وليبيا من الاستلاء على مدينة تونس بعد أن هرب الاسبان ومعهم السّلطان الحفصي إل البستيون حيث حوصروا حنّى استسلموا ونفي السلطان محمّد الحفصي إلى الاسطنبول وبذلك حدّدت نهاية الدّولة الحفصية والوجود الاسباني في تونس وثبت الحكم العثماني

    السلاطين

     ـ نتائج الصّراع

    ـ انهزم الاسبان وانصرفوا عن دول شمال افريقيا وخيّروا الانتقال إلى القارّة الأمريكية أمّا سنان باشا فحوّل تونس إلى ولاية عثمانية كبقية الدّول المغربية فترنم الخطباء على المنابر باسم السّلطان العثماني سليم الثاني وضرب اسمه على الدّرهم والدّيناروقبل أن يعود سنان باشا إلى اسطنبول أبقى على أربعة آلاف مقاتل من جيش الإنكشارية لحماية تونس يشرف عليهم الآغا وسمّى على كلّ مائة منهم أميرا يسمّى الدّاي وأوكل مهمّة ضبط الجهات وجمع الضرائب إلى أمير لواء يسمّي الباي وجعل على الجميع مشرفا هو الباشا

     

     

     

     

     

     

    الدّولة الحسينية

    ـ نشأت الدّولة الحسينية سنة 1117هـ (1705م) وقد حكمت البلاد التّونسية على امتداد قرنين ونصف حتّى سنة 1957م وذلك إثر أسر الحاكم الجزائري لابراهيم الشّريف الّذي قضى على الدّولة المرادية واستولى على الحكم (1702 - 1705م) ولكنّه ظلم الرّعية وسلب أموالهم. وبأسره اتّفق أهل الحلّ والعقد من العلماء وأكابر الجند ووجهاء البلاد على المبايعة لحسين بن علي الّذي عرف بحميد خصاله وحزمه  وبذلك اعتبر مؤسّس الدّولة الحسينية وحكم بين (1705 - 1735م) وقد ولد من أب تركي وأمّ تونسية وعاش بين(1669 - 1740م) وتقلّد مناصب هامّة في عهد الدّولة المرادية وفترة حكم ابراهيم الشّريف وتوفّي مقتولا

    ـ عرفت الدّولة الحسينية حروب عائلية في عهد علي باشا بن محمّد بن علي تركي (ابن أخ المؤسّس) أدّت إلى غزو البلاد سنة 1756م ثمّ قيام وصاية عليها من طرف دايات الجزائر. استعادت الدّولة عافيتها في عهد علي باي بن حسين ثمّ حمّودة باشا بن علي وسمّيت هذه الفترة بالفترة الذّهبية حيث اكتمل فيها الاستقلال والسّيادة (1807م) ومن الإنجازات في هذه الفترة مدرسة بئر الحجّار في آخر حياة علي باي وبناء جامع صاحب الطّابع وسوق الباي وقشتلة(ثكنة) العطّارين في عهد حمّودة باشا

     

     

    البايات الأوائل للدّولة الحسينية

     

     

     

     

     

     

     

    البحث 123gifs612 خير الدين باشا

     

     

     

    البحث 123gifs612 الإصلاحات في تونس في القرن 19 

     

    الدّرس 123gifs612 إصلاحات خير الدّين باشا

     

    الهجرة الأندلسية إلى البلاد التونسية

    ـ عرفت هجرة الموريسكيين ( الأندلسيين ) إلى المغرب العربي ( المغرب - الجزائر - تونس ) ثلاث مراحل في القــرن 13 والقرن 15 والقرن 17 وقد بلغ عدد الوافدين منهم على تونس فقط في القرن 17 أكثر من 80 ألف مهاجر. وأغلب المريسكيين هم من مسلمي شمال إفريقيا صاحبوا طارق ابن زياد عند فتحه لإسبانيا لذلك أمر فيليب الثالث ملك إسبانيــا سنة 1609م بعد إعادة سيطرة الإسبان على السّلطة نظرا لضعف السّلطة الإسلامية في ذلك الزّمان بتهجير كــــــــــــلّ المريسكيين الـّذين لم يتنصّروا. وقد كانت أوّل دفعة تصل إلى تونس من رجال العلم واستقرّوا بتونس العاصمة ثمّ تلتهــا دفعة الصّناعيين فجلبوا معهم صناعة الخزف والجليز والقرمود والشاشية الـّتي ازدهرت إثر قدومهم ازدهارا كبيرا والجلد  والحلي والآلات الفلاحية ....وفي الأخير حلّ المزارعون فطوّروا طرق الرّي وجلبوا المشاتل المحسّنة والجديدة وتتمثــل أساسا في الأشجار المثمرة كالمشمش والسّفرجل والرّمان والزّيتون والبقول...... وعرفوا بتعاطيهم لعدّة فنون مثـــــــــل المالوف (الموشحات) واستطاعوا شيئا فشيئا الاندماج والاختلاط بالعائلات التّونسية بالتّزاوج والتّصاهر فكوّنوا المــــدن والقرى ( رأس الجبل - رفراف - العالية - قلعة الأندلس - السّلوقية - قرمبالية - نيانو - سليمان  وتستور وهي أكبرهم وأكثرهم محافظة على الموروث الإسباني حتّى كأنّها أصبحت منطقة من إسبانيا) وقد حصل كلّ هذا بعد أن سهّل لهم عثمان داي الانتصاب أين شاؤوا بالبلاد التونسبة ورحّب بهم التّونسيون وأوسعوا   لهم

    أماكن استقرار الأندلسيين

     

    حركة الشّباب التّونسي

    ـ تأسّست حركة الشّباب التّونسي في 7فيفري 1907. وهي حركة وطنية تونسية اختارت أن تكون صوت التّونسيين الأصليين. بعثها علي باش حامبة وجماعته (عبد العزيز الثعالبي ـ عبد الجليل الزّاوش ـ البشير صفر )، واتّخذت جريدة (التّونسي) صحيفة رسمية لها

     

     

    Ali_Bach_Hamba_2.jpg                   76384_1534155146744_1020770443_31235431_1431603_n.jpg

    th3alabi                     Béchir Sfar

    ـ ركّزت هذه الحركة نشاطها على الإصلاحات التّربوية والسّياسية والاقتصادية والاجتماعية فدعت إلى جعل التّعليم مجّانا وإجباريا في جميع أنحاء المملكة مع تعصيره وذلك بنشرالتّعليم الصّناعي والزّراعي بين طبقات العملة التّونسيين، كما ركّزت على حماية أملاك التّونسيين والنّهوض بالّصّناعات المحليّة ومن هذه المطالب نجد

    ـ المساواة بين السّكان

    ـ مقاومةالنّزعة العنصرية

    ـ تشريك التّونسيين في إدارة شؤونهم

    ـ نشر التّعليم المهني والفلاحي

    ـ إلغاء المجبى

    ـ تأسيس صناديق فلاحية ومنح القروض

    ـ مساعدة صغار الفلاحين على اقتناء أراض

    ــ في 7فيفري 1907 أصدرت جريدة التّونسي أوّل عدد لها باللّغة الفرنسية وتعتبر بذلك أوّل جريدة تونسية تصدر باللّغة الفرنسية، وكان رئيس تحريرها علي باش حامبه، وقد وصل عدد نسخها إلى 2500نسخة وأصدر آخر عدد منها في 13 مارس1912

    220px-Le_tunisien_-_Cover_-_First_edition.jpg

    ــ نتج عن نشاط هذه الحركة اضرابات جامع الزّيتونة 1910 المنادية بإصلاح التّعليم ومن مطالبها إدخال العلوم الرّياضية والطبيعية والكيمياء في التّدريس. وانتفاضة الزّلاج في 7 نوفمبر 1911 بسبب عزم الفرنسيين على الاستلاء على جزء من مقبرة الزّلاج الإسلامية ممّا أثار حفيظة التّونسيين فنشأت بذلك معركة بينهم وبين السّلط الفرنسية انتهت بإعلان الحصار وتعطيل الصّحف. وحوادث الترامواي(فيفري ـ مارس 1912 ) حيث قاطع التّونسيون ركوب التّرامواي لعدم الاكتراث بالرّكّاب وسرعة العربات الّتي تسببت في موت صبي تونسي مع تفضيل تشغيل الإيطاليين وعدم المساواة في الأجور والإرتقاء المهني بين العمّال التّونسيين والعمّال الأجانب

    ــ حمّلت السّلطة الفرنسية مسؤولية هذه الحوادث لحركة الشّباب التّونسي وعطّلت جريدتها ونفت أقطابها إلى الخارج ورغم ذلك واصل التّونسيون المقاومة

     

     

     

     

    نشاط الشيخ الثعالبي في باريس

    ما إن وضعت الحرب العالمية أوزارها، حتى قام الوطنيون بإعادة تنظيم صفوفهم وضبط مطالبهم. وقرروا في آخر الأمر أن يعهدوا بمهمة الاتصال في باريس بالحكومة الفرنسية وبممثلي الحلفاء، إلى عناية الشيخ عبد العزيز الثعالبي الذي أصبح زعيم الحركة الوطنية بعد وفاة علي باش حانبة سنة 1918. فتحول الثعالبي خلال شهر جويلية 1919 إلي باريس حيث قام بنشاط حثيث، تمثل في إلقاء المحاضرات و الخطب و نشر المقالات في الصحف للتعريف بالقضية التونسية، والاتصال بزعماء الأحزاب الفرنسية وقادة المنظمات الإنسانية، والاجتماع بالحالية التونسية في فرنسا. والى جانب ذلك، سخر جهوده لوضع كتاب" تونس الشهيدة " الذي صدر باللغة الفرنسية في مطلع سنة 1920. فأحرز منذ ظهوره نجاحا باهرا، وزاد في حماس الوطنيين التونسيين الذين تبنوا ما ورد فيه من مطالب وبالخصوص:ـ

    ـ إنشاء مجلس تشريعي تكون الحكومة مسؤولة لديه

     ـ إنشاء مجالس محلية وبلدية منتخبة

     ـ إقامة سلطة قضائية مستقلة عن السلط التنفيذية

     ـ نشر التعليم و تعميمه

     ـ ضمان الحريات العامة لكافة المتساكنين

    وفي شهر فيفري 1920 وجّه عبد العزيز الثعالبي خطابا إلى رفقائه في تونس، أعلمهم فيه بأنه ليس في الإمكان في الظروف الراهنة المطالبة بإلغاء الحماية وحثهم على إنشاء حزب سياسي للمطالبة بدستور 

    سليم صمّود السّادسة "ب"  بحث من كتاب تاريخ تونس

    th3alabi

     

     

     

    تأسيس الحزب الحرّ الدستوري التّونسي

     

    استجابة لدعوة الشيخ الثعالبي، عقد الوطنيون عدة اجتماعات، وبالخصوص الاجتماع المنعقد بتونس يوم 14 مارس 1920 والاجتماع المنعقد بالمرسى يوم 3 جوان 1920، وقد اتفقوا على القرارات التالية:

     

     ـ1ـ إعلان تأسيس الحزب الحر الدستوري التونسي

     

     ـ2ـ توجيه وفد دستوري إلى باريس برئاسة الأستاذ احمد الصافي لتقديم المطالب الوطنية إلى الحكومة الفرنسيةوقد تحول هذا الوفد إلى العاصمة الفرنسية يوم 6 جوان 1920

     

      ـ3ـ تشكيل وفد يضم 40 شخصية تونسية برئاسة الشيخ الصادق النيفر المدرس بجامع الزيتونة لمقابلة الناصر باي يوم ثاني عيد الفطر (18 جوان 1920) بقصره بالمرسى وإبلاغه العرائض المتضمنة لمطالب الحزب (وقد تمت المقابلة في الوقت المحدد)ـ

     

      ـ4ـ الموافقة على المطالب الثمانية التي ستقدم إلى الباي والى الحكومة الفرنسية

     

     ـ وقد تمثل رد فعل الحكومة الفرنسية في إلقاء القبض على عبد العزيز الثعالبي في باريس ونقله يوم 28 جويلية 1920 إلي تونس حيث اعتقل في السجن العسكري بتهمة التآمر على امن الدول، ولم يفرج عنه إلا يوم 1 ماي 1921، بعد أن ختم قاضي التحقيق البحث الجاري حول قضيته بعدم سماع الدعوى.

     

    سليم صمّود السّادسة "ب" كتاب تاريخ تونس

     

    الوفد الذي قابل الناصر باي بقصر المرسى

    Vieuxdestour.jpg